فضاء حر

قفزة إلى الجحيم أو إلى المجهول

يمنات
كل القوى السياسية من حيث المبدأ موافقة على أبرز مضامين “إعلان” الحوثيين، خصوصا “المجلس الرئاسي” و “الحكومة الانتقالية”.
لقد أقر المؤتمر والإصلاح والاشتراكي بطي صفحة هادي وانخرطوا جميعا في حوار لترتيب “ما بعد هادي” قبل حتى أن يتم قبول استقالة هادي.
وهذا يعني أن هذه القوى موافقة على الإجراءات التي اتخذها الحوثيون وأدت إلى استقالة رئيس الجمهورية؛ فكان أن بنى الحوثيون على ذلك نتيجة منطقية: فلنكمل ما بدأناه إذاً.
وهكذا انتقلوا إلى خطوة الإعلان الدستوري مع ثقتهم بأن الآخرين سيلتحقون بهم مثلما التحقوا بهم في “تعليق” هادي.
كل ما فعلته “اللجان” أنها استبقت المتفاوضين في موفنبيك خطوةً لتقر ما هو قائم في الواقع: سلطة “اللجان” على مجمل ترتيبات نقل السلطة.
وما أجمله إعلان الحوثيين ستتولى طاولة موفنبيك تفصيله، فالحوار هناك على الأرجح سيستمر حول تشكيل المجلس الرئاسي وحول الحكومة الانتقالية وإجمالي الخطوات التي كانت ضمن أجندات الحوار وتضمنها الإعلان.
سترفض الأحزاب بعض التفاصيل الواردة في “الإعلان” حفاظا على المتبقي من ماء وجهها، وسيقدم أنصار الله تنازلات في هذه التفاصيل إكراما للمسكوب من ماء وجهها ..أيضا.
الرهان فقط على مدى تقبل الشارع اليمني، المتعدد، للخطوة الأحادية من طرف أنصار الله، أو عدم تقبله، فهذا هو ما سيجعل من هذه الخطوة قفزة إلى الجحيم أو إلى مجرد “المجهول” كما تبدو عليه الآن.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى